محلية

التبوريدة تجمع الآلاف في سلوان.. أكثر من 14 ألف متفرج في ثاني أيام المهرجان

مرصد الناظور

تتواصل فعاليات مهرجان فنون التبوريدة التقليدية بسلوان في يومه الثاني، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالتراث والروح الوطنية، حيث عرفت ساحة المهرجان توافد أعداد غفيرة من ساكنة المدينة وزوارها العاشقين لفن الفروسية المغربية الأصيلة.

وقد سجل اليوم الثاني حضورًا جماهيريًا غير مسبوق، حيث تجاوز عدد المتفرجين 14 ألف شخص، مما يؤكد الشغف الكبير الذي يحظى به هذا الموروث الثقافي العريق في المنطقة.

المهرجان الذي تنظمه جمعية المغاربة الأحرار للترافع عن الوحدة الترابية – مكتب جهة الشرق، بشراكة وتنسيق مع جماعة سلوان وبتعاون فعّال مع السلطات المحلية وعلى رأسها باشا المدينة وأعوان السلطة والقوات المساعدة والدرك الملكي، يشكل لحظة قوية في مسار صون هذا التراث اللا مادي الذي طالما شكل جزءاً من الهوية الوطنية المغربية.

وقد تميز اليوم الثاني بحضور شخصيات بارزة في الإقليم، من بينها باشا مدينة سلوان وكاتب عمالة الناظور، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية دعّمت هذا الحدث الثقافي، إلى جانب مساهمة جماعات من خارج الإقليم مثل زايو وتاوريرت التي وفرت الحواجز اللوجستيكية، ما يعكس روح التعاون المجالي لإنجاح هذا الحدث غير المسبوق في المدينة.

ورغم التحديات والإكراهات المادية، فقد شكلت هذه الدورة الأولى نموذجًا للتنسيق الجماعي والعمل المشترك، بما يعكس تعلق المغاربة بثقافتهم وموروثهم، خاصة ما يتعلق بـ”التبوريدة” التي تُعد تعبيراً راقياً عن شرف الفروسية والتقاليد المغربية المتجذرة.

وفي هذا السياق، لا يمكن الحديث عن التبوريدة دون التطرق إلى بعدها السوسيو-أنثروبولوجي، فهي ليست مجرد فرجة، بل طقس اجتماعي وتراث شعبي لا مادي، ظل لعقود طويلة مجالاً للتلاقي والتنافس بين القبائل، ونجح اليوم في أن يجد مكانه في زمن الحداثة بفضل التحديث والتقنين، ويحتاج إلى وعي جماعي لترسيخ مكانته كرافعة ثقافية واقتصادية وفنية.

ويُرتقب أن يشهد اليوم الختامي من المهرجان فقرات مميزة وعروضاً استثنائية ستؤرخ لهذا الحدث في ذاكرة المدينة، على أمل أن يتحول إلى موعد سنوي قار يربط الأجيال بالهوية ويحتفي بالموروث المغربي الغني.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى