الزاوية الكركرية تحيي الليلة الكبرى في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية

مرصد الناظور
شهدت الزاوية الكركرية بمدينة العروي، ليلة السبت ـ الأحد، تنظيم الليلة الكبرى للمولد النبوي الشريف، في احتفال ديني وروحي مهيب، حضره شيخ الطريقة الكركرية سيدي محمد فوزي الكركري، إلى جانب المريدين والمنتسبين للطريقة ومجموعة من الضيوف من مختلف مدن المغرب وخارجه.
وقد تميزت هذه الليلة المباركة بأجواء إيمانية رفيعة، استُهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها دروس ومواعظ دينية تناولت مكانة النبي الأكرم ﷺ، وأهمية إحياء ذكرى مولده العطرة باعتبارها محطة للتذكير بالقيم المحمدية التي تدعو إلى الرحمة والمحبة والوحدة بين المسلمين.
كما عرفت المناسبة تقديم فقرات من المديح والسماع الصوفي التي شنّفت أسماع الحاضرين وأضفت على الأجواء مسحة من الخشوع والصفاء الروحي، حيث تعالت أصوات المداحين بإنشاد القصائد في مدح خير البرية، ما جعل القلوب تلهج بالذكر، وتتوحد الأرواح في محبة الحبيب المصطفى ﷺ.
الليلة الكبرى بالزاوية الكركرية لم تقتصر على الجانب الاحتفالي فحسب، بل كانت أيضًا مناسبة للتلاقي والتواصل بين أبناء الطريقة وزوارها من مختلف الأقطار، مما يعكس البعد الروحي العالمي للتصوف الكركري الذي أصبح يستقطب باحثين ومريدين من أوروبا وإفريقيا وآسيا، وكلهم يجتمعون حول رسالة واحدة: نشر القيم الإنسانية النبيلة التي جاء بها الإسلام.
وفي ختام هذه الأمسية الدينية الكبرى، رفعت أكف الضراعة بالدعاء لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بأن يحفظه الله ذخراً وملاذاً لهذه الأمة، وأن يقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه الأمير مولاي رشيد، كما توجه الجميع بالدعاء للأمة الإسلامية جمعاء بالأمن والاستقرار والسلام.
بهذا المشهد البهي، جددت الزاوية الكركرية عهدها مع الإرث الروحي للمولد النبوي الشريف، مؤكدة على رسالتها القائمة على إحياء القلوب بذكر الله، وإشاعة معاني الأخوة الإنسانية التي دعا إليها رسول الرحمة ﷺ.