فوطاط.. الرجل الهادئ الذي يُغيّر وجه بني أنصار بعيدًا عن الضوضاء السياسية

مرصد الناظور
في زمن تعجّ فيه الساحة السياسية بالشعارات والخطابات الرنانة، يختار عبد الحليم فوطاط، رئيس جماعة بني أنصار، أن يسلك طريقًا مختلفًا تمامًا: الصمت والعمل. رجل لا يظهر كثيرًا، لكنه يترك وراءه آثارًا واضحة في المشهد التنموي المحلي. وبين من يتحدث عن التغيير، ومن يطبّقه فعليًا… يقف فوطاط بثبات.
منذ انتخابه على رأس جماعة بني أنصار، ثم تجديد الثقة فيه كرئيس لمجموعة الجماعات “الناظور الكبير”، لم يكن فوطاط بحاجة إلى استعراض إعلامي أو تصريحات نارية. بل اختار أن يتكلم بلغة الأوراش، والمشاريع، والنتائج الملموسة التي لا تحتاج إلى ترجمة. فهو رئيس جماعة يعمل في الميدان أكثر من المكاتب، يراقب تفاصيل الأشغال بنفسه، ويُنسّق مع المصالح الداخلية والخارجية بصبر وواقعية.
في عهد فوطاط، تحوّلت بني أنصار من جماعة حدودية تغرق في الإهمال إلى مساحة حقيقية للتنمية. إليك بعض ملامح الإنجاز التي لا تحتاج لمن يدافع عنها: تهيئة الطرق والمداخل الاستراتيجية، خصوصًا المؤدية إلى المعبر الحدودي، تعزيز الإنارة العمومية والنظافة قبل انطلاق عملية “مرحبا”، دعم دار الشباب وفتح المجال أمام الجمعيات والمبادرات الشبابية، وإطلاق مشاريع الماء والتطهير بشراكات متعددة بعقلانية مالية مدروسة. كل ذلك… بلا كاميرات، بلا استعراض، فقط حضور ميداني ومتابعة دقيقة.
بعيدًا عن العشوائية التي تعرفها بعض الجماعات، يُدير فوطاط جماعته بمنطق استراتيجي. تحالفاته السياسية محسوبة، واختياره لحزب “التجمع الوطني للأحرار” لم يكن عبثيًا، بل يعكس رغبة في تعزيز الاستقرار وضمان موارد أقوى لخدمة الجماعة. إنه يعرف أن السياسة المحلية لا تُربح بالخطابات، بل بالنتائج… وهو ما يفعل بالضبط.
فوطاط لا يتكلم كثيرًا… لكنه يُنجز. لا يُبالغ في الظهور… لكنه حاضر حيث تُنجز المشاريع. لا يلاحق العناوين… لأن اسمه كفيل بأن يتردد في كل مكان تُقام فيه ورشة أو يُنجز فيه مشروع. وفي مدينة تحتاج لمن يعمل أكثر مما يتحدث، يبدو أن عبد الحليم فوطاط هو الرجل المناسب في المكان المناسب، في التوقيت الأهم.