“دَارْتْ” أو “القُرْعَة” في المغرب .. أداء مالي تكافلي يتوسط الجدل الفقهي
مرصد الناظور
عملية “دارت” أو “القُرعة” من طرق الادخار التقليدية والمعروفة عند المغاربة والتي يفضلها الكثيرون منهم. وتعتمد هذه العملية على عامل الثقة بين المشاركين، حيث يؤدي كل منهم شهريا مبلغا معينا من المال يتم الاتفاق عليه مسبقا، على أن يحصلوا واحدا تلو آخر على مجموع المساهمات في شهر معين.
وإذا كانت هذه الطريقة، التي لا تقتصر على المغرب وتنتشر في بلدان أخرى تشارك المغاربة نفس الثقافة والدين، تتسم بقيم التكافل والتضامن الاجتماعي؛ فإنها لا تخلو من انتقادات يطلقها بعض الفقهاء و”الدعاة الفيسبوكيون”، الذين يحاكمون من خلالها نوايا الناس ويدعون إلى تحريم هذه الممارسة باعتبارها “ممارسة ربوية تجر نفعا”.
ورفض عدد من الباحثين وذوي الاختصاص الذين تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية هذا الرأي، مؤكدين أن هذا “التحريم” يتعلق بممارسة تلقائية تحقق مصلحة مجتمعية. ورفض هؤلاء المصرحون إدخال مثل هذه الممارسات المالية الاجتماعية في مجال الفقه، الذي يشهد نقاشات وخلافات بين المدارس الفقهية الإسلامية.