فهد لفيغ.. من قلب الميدان إلى عقل الدكة الفنية في فتح الناظور

مرصد الناظور
في عالم كرة القدم، هناك لاعبون يمرون دون أن يتركوا أثرًا، وآخرون يحفرون أسماءهم في ذاكرة الأندية والجماهير. فهد لفيغ ينتمي بلا شك إلى الفئة الثانية، حيث أصبح رمزًا للوفاء والعطاء مع فريق فتح الناظور، لاعبًا وقائدًا، والآن أحد العقول المدبرة داخل الطاقم الفني.
انطلقت رحلة فهد لفيغ مع فتح الناظور قبل أكثر من 16 سنة، حيث ارتدى قميص الفريق بشغف، ليصبح أحد أعمدته الأساسية. لم يكن مجرد لاعب وسط عادي، بل كان العقل المفكر في الملعب، صاحب الرؤية الثاقبة والقدرة الفائقة على التحكم في إيقاع المباريات.
بقيادة لفيغ، خاض الفريق العديد من المباريات الحاسمة، وكان اسمه حاضرًا في كل لحظة صعبة، سواء عبر تمريراته الذكية أو روحه القتالية العالية. وبمرور السنوات، تحوّل إلى قدوة داخل غرفة الملابس، يُلهم زملاءه بروح الانتماء والتضحية.
مع إعلان اعتزاله اللعب، لم يبتعد فهد لفيغ عن الفريق الذي منحه كل شيء، بل عاد ليخدمه من زاوية جديدة، مساعدًا للمدرب منذ موسمين. في هذا الدور، واصل تقديم خبرته الواسعة، حيث بات حلقة الوصل بين اللاعبين والجهاز الفني، مساندًا للمدرب في وضع الخطط الفنية وتحليل المباريات.
لكن دوره لم يقتصر على الجانب التكتيكي فقط، بل امتد ليشمل الدعم النفسي والمعنوي للاعبين، خاصة الشباب منهم. فهو يعرف تمامًا ضغوط المباريات والتحديات التي تواجه اللاعبين، ما جعله نقطة ارتكاز مهمة في الطاقم الفني.
لم يكن وجود فهد لفيغ ضمن الجهاز الفني شكليًا، بل ساهم بفعالية في تحسين أداء الفريق، حيث شهدت المواسم الأخيرة تطورًا ملحوظًا في أسلوب اللعب والتنظيم التكتيكي. أسهمت رؤيته الفنية في خلق توازن داخل الفريق، بينما شكلت خبرته الطويلة مصدر إلهام للجيل الجديد من اللاعبين.
اليوم، فهد لفيغ ليس مجرد اسم في تاريخ فتح الناظور، بل هو جزء من هويته. لاعب أعطى كل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، ولم يتوقف عن العطاء خارجه. وفاؤه للقميص جعله نموذجًا يُحتذى، ورمزًا لقصة لاعب لم يكن يومًا يبحث عن الأضواء، بل عن رفعة فريقه وتألقه.
فتح الناظور لم يكسب لاعبًا مميزًا فقط، بل كسب شخصية استثنائية، لا تزال تُسهم في بناء مستقبل الفريق، بنفس الشغف والالتزام الذي عرفه به الجميع منذ أن خطى أولى خطواته على أرضية الملعب.