“أورار”.. مهرجان يحتفي بالعرس الريفي ويكرم رمز ذاكرة قلعية. مزوجة والريف

مرصد الناظور
إطار الحفاظ على الذاكرة الجماعية وإحياء التراث الثقافي اللامادي لمنطقة الريف، تنطلق النسخة الأولى من مهرجان “أورار”، كحدث ثقافي فريد يحتفي بأصالة العرس الريفي الناظوري، ويُعيد إلى الواجهة طقوسًا وتقاليد كانت ولا تزال مرآة للهوية الريفية المتجذرة.
ويأتي تنظيم هذا المهرجان في سياق سعي منظميه إلى تعزيز الوعي الثقافي لدى الأجيال الجديدة، وربطها بجذورها من خلال عرض مشاهد حية تجسد طقوس العرس التقليدي، بما يحمله من رمزية، وأبعاد اجتماعية وإنسانية عميقة.النسخة الأولى من “أورار” ستكون مخصصة لتقديم صورة متكاملة عن العرس الناظوري التقليدي، بكل مراحله وتفاصيله، من “النكافة” وطقوس الحناء إلى الأهازيج النسائية والرقصات الفولكلورية. ويُنتظر أن تعيش الساكنة وزوار المنطقة لحظات نابضة بالحياة، تسافر بهم في الزمن إلى أيام كانت فيها الاحتفالات زاخرة بالقيم والبساطة والجمال.وفي لفتة وفاء، يكرم المهرجان المؤرخ والمناضل الريفي الأستاذ اليزيد الدريوش، من خلال فقرة مميزة بعنوان “سبحان الخالق”، اعترافًا بعطائه الكبير في توثيق تاريخ المنطقة، ودفاعه المستمر عن قضاياها الثقافية والاجتماعية. الأستاذ الدريوش ليس فقط مؤرخًا، بل ذاكرة حية لريفٍ قاوم وصمد، وتستحق كلماته أن تُخلد كما تُخلد التقاليد التي عاش لأجلها.وسيُنشّط فعاليات المهرجان عدد من الفرق الموسيقية الملتزمة التي تمزج بين الكلمة الهادفة واللحن الريفي الأصيل، وعلى رأسها فرقة “إمذيازن” التي تتميز بإيقاعها الفولكلوري وارتباطها الوثيق بالثقافة المحلية.
كما ستتضمن الفعالية لحظات فنية تحاكي الحياة الريفية الأصيلة، وتحتفي بالدور الكبير للمرأة الريفية من خلال فقرة “نكافة الحناء”، التي تجسد إحدى أبرز طقوس العرس التي تناقلتها الأجيال.ينادي القائمون على “أورار” كل الغيورين على الثقافة الريفية: من مثقفين، أساتذة، طلاب، وفعاليات المجتمع المدني، للحضور والمساهمة في إنجاح هذه النسخة التأسيسية، التي يشكل نجاحها خطوة أولى في مسار طويل لاستعادة الاعتبار لتراثنا الجماعي، وتجديد صلتنا به.
“كونوا في الموعد، فتراثنا يستحق أن نحتفي به معًا.”